هكذا تقوم الأحزاب بالحصول على بيانات بشأنك قبل الانتخابات

هل تعتقد أنك تكون مجهول الهوية عند تصفح المواقع الإلكترونية الخاصة بالأحزاب البرلمانية؟

انس ذلك.

يُظهر تحقيق أفتونبلادت (Aftonbladet) أن هناك العديد من الأحزاب التي تستخدم تقنيات متقدمة للحصول على بيانات بشأنك – ويُمكن بعد ذلك استخدام تلك البيانات لتخصيص الرسائل الإعلانية. حيث يصعب الحماية من ذلك.

تقول إيما بلوم، خبيرة في وسائل التواصل الاجتماعي «إذا كنت متصلاً بالإنترنت فسوف يتم الحصول على بيانات بشأنك».

وقد نسب العديد من الخبراء فوز دونالد ترامب غير المتوقع إلى مبادرته الرقمية Project Alamo (مشروع آلامو). ويُمكن تبسيط ذلك إلى حد ما بأن حملة ترامب قامت بجمع وشراء ملايين العناوين الإلكترونية، وهي ما تم تحميلها لاحقاً على نظام الإعلانات في الفيسبوك. فقد حصلوا على قاعدة بيانات عملاقة بها صفحات بيانات خاصة بكل شخص، ثم قامت الحملة بعد ذلك بتقسيمها إلى فئات مستهدفة صغيرة جداً. ثم انهالت عليهم الحملة بمنشورات موجهة إليهم خصيصاً عن طريق نظام الإعلانات في الفيسبوك.

هكذا يسري الحال على الفيسبوك

قامت جريدة أفتونبلادت (Aftonbladet) بتقديم تقرير بعد بضعة أشهر من فوز ترامب بالانتخابات مفاده أن فريق ترامب قام باستخدام طريقة إضافية لجمع البيانات عن الناخبين المحتملين: عبر ما يُسمى بـ Facebook-pixel على الموقع الإلكتروني الخاص بالحملة Donaldjtrump.com.

فخاصية Facebook-pixel هي عبارة عن كود برمجي يُمكن أن تقوم بوضعه على موقعك الإلكتروني لكي تحصل على بيانات زائري الموقع عبر الفيسبوك.

تقوم السويد تدريجياً باستيراد كل شيء تقريباً من الولايات المتحدة، خاصة عندما يتعلق الأمر بأساليب الحملات السياسية. فخاصية Facebook-pixel والإعلانات الموجهة لفئات بعينها موجودة بالفعل في السويد.

ووفقاً لتحقيق أفتونبلادت (Aftonbladet) فإن هناك أربعة أحزاب برلمانية يستخدمون كود Facebook-pixel واحد أو أكثر على مواقعهم الإلكترونية. وهم:

·              الحزب الاشتراكي الديموقراطي (Socialdemokraterna) •

·              الحزب الديموقراطي السويدي (Sverigedemokraterna) •

·              حزب الوسط (Centerpartiet) •

·              الحزب الليبرالي (Liberalerna) •

وأضافت إيما بلوم، التي تقوم بإدارة وكالة وسائل التواصل الاجتماعي Social Industries: «تقوم الأحزاب بجمع البيانات لكي تتمكن من نشر الرسائل الصحيحة إلى الفئة المستهدفة الصحيحة. إذا قام شخص ما على سبيل المثال بزيارة الموقع الإلكتروني وقراءة معلومات حول مسألة الإجهاض فسيُعرض على هذا الشخص محتوى بشأن ما يعتقده هذا الحزب بشأن الإجهاض في المرة التالية التي يقوم فيها الشخص بفتح صفحته الشخصية على الفيسبوك أو انستغرام.

ولم تقم حملة دونالد ترامب بوضع كود Facebook-pixel فقط على موقعهم الإلكتروني، فهذا الكود الفريد موجود أيضاً على عشرات من المواقع الأخرى، بما في ذلك الموقع الإلكتروني الخاص بشركة الملابس المملوكة لإبنة دونالد ترامب، إيفانكا ترامب. وهذا يعني أن حملة ترامب لم تحصل فقط على بيانات قيمة من زوار موقعهم الإلكتروني، بل أيضاً من الأشخاص الذين اشتروا حقيبة على سبيل المثال من المتجر الإلكتروني الخاص بإيفانكا ترامب. وكلما زادت عدد المواقع التي تحتوي على ذلك الكود، كلما زادت البيانات التي يُمكن الحصول عليها.

وفي الوقت الحالي يوجد كود Facebook-pixel الخاص بترامب على العديد من المواقع الإلكترونية، حوالي مائة موقع إلكتروني، وهذا وفقاً لأداة Builtwith.com.

لدى حزب التجمع المعتدل (Moderaterna) تخطيط مماثل، وإن كان بدرجة أقل بكثير. ليس لدى الحزب أية أكواد Pixel على الموقع الإلكتروني moderaterna.se، إلا أنهم قاموا، تماماً كما فعل ترامب، بوضع هذا الكود على موقع إلكتروني آخر تحت إدارتهم، وهو dagsattjobba.se. وهي موقع إلكتروني خاص بالحملة ترتبط به صفحة الفيسبوك الخاصة بحزب التجمع المعتدل (Moderaterna) والنواب الرائدين بالحزب بشكل منتظم.

وعلى الموقع الإلكتروني، الذي تم إيقافه في الوقت الحالي، تم جمع أيضاً عناوين البريد الإلكتروني، والتي يُمكن استخدامها لبناء قاعدة بيانات لدى الفيسبوك ومواقع أخرى. ويُمكن للفيسبوك بعد ذلك «استنساخ» قاعدة البيانات، أي العثور على الأشخاص الذين لديهم اهتمامات مشابهة وصفحة شخصية مشابهة، وهو الأمر الذي يسمح بتحديد عدد أكبر من الناخبين المحتملين.  وهذه استراتيجية قام كل من دونالد ترامب والحزب اليميني AfD في ألمانيا باستخدامها، وحققت نجاحاً كبيراً.

يوجد كود Facebook-pixel على الموقع الإلكتروني dagsattjobba.se

لدى الحزب الديموقراطي السويدي (Sverigedemokraterna) كود pikel منذ شهر سبتمبر عام 2015، وقاموا أيضاً بوضع الكود على ثلاثة مواقع إلكترونية غير مواقعهم الرسمية وهي: myterominvandringen.se و sanningsbarometern.se و adernaskyrka.se. وفي الوقت الحالي تتصل كافة تلك المواقع بموقعهم الإلكتروني الرسمي sd.se. كما تقوم جريدة الحزب Samtiden بجمع بيانات بشأن الزائرين عبر كود Facebook-pixel (كود آخر).

من الواضح أن إنشاء مواقع للحملات ومواقع حول موضوعات محددة هو أمر له غرض واحد.

وتقول يوديت فولست، خبيرة استراتيجية رقمية: «يتم إنشاء المواقع الإلكترونية الخاصة بمجالات معينة للحصول على معلومات بشأن الأشخاص المهتمين بمثل تلك المسائل».

الحزب الديموقراطي السويدي SD: «يريد معرفة من يقوم بزيارة مواقعهم الإلكترونية»

يُجيب مدير التواصل والاتصال يواكيم فاليشتين على سؤال أفتونبلادت (Aftonbladet) «في أي شيء سيقوم الحزب الديموقراطي السويدي باستخدام البيانات التي تم جمعها؟:

«أنا أعتقد أنكم على وعي تام بشأن السبب وراء وجود كود Pixel، إنه بالطبع من أجل تتبع زيارات الموقع ومعرفة أماكن الزائرين. وبالنسبة لنا، فإنه من المثير للاهتمام معرفة ما إذا قام شخص ما بزيارة موقعنا الإلكتروني وقراءة محتواه، وبعد ذلك يمكننا أن نقوم بإرسال رسالة إعلانية إلى هذا الشخص على الفيسبوك، تماما كما تفعل جريدة أفتونبلادت (Aftonbladet) نفسها.»

إن حصول الحزب الاشتراكي الديموقراطي (Socialdemokraterna) على الدعم من اتحاد النقابات السويدية LO ليس سراً. ويحصل على الدعم منهم أيضاً في جمع البيانات. قام اتحاد النقابات السويدية LO بوضع كود Facebook-pixel على موقعهم الإلكتروني، ويُمكن أن يتم بعد ذلك استخدام البيانات التي يتم جمعها عن طريق الكود لتوجيه إعلانات مخصصة للناخبين.

وفي المثال الموضح أدناه كيف قام اتحاد النقابات السويدية LO بتوجيه مقطع فيديو يهاجم الحزب الديموقراطي السويدي (SD) بكونه معادياً للعمال إلى الأشخاص الذين يحبون الحزب اليساري على الفيسبوك.

وتجدر الإشارة إلى أن الغرض وراء قيام ترامب بتحديد الأشخاص والإعلانات التي قام بتوجيهها ليس بالضرورة من أجل جعل الجمهور يصوتون له في بعض الدوائر التي لا يحظى فيها ترامب بشعبية. بل كان ذلك من أجل إقناع الديمقراطيين المترددين بعدم التصويت لصالح هيلاري كلينتون.

ووفقاً لتحقيق أفتونبلادت Aftonbladet  قام دونالد ترامب أيضاً باستخدام شبكة من «المواقع الإخبارية» لتشويه هيلاري كلينتون. ولا يوجد لدينا في السويد مثال مشابه لذلك.

وقالت العالمة السياسية ماري غروسيل في وقت سابق لأفتونبلادت Aftonbladet «إذا قامت الأحزاب بفعل ذلك، فسوف يرتد إليهم مرة أخرى. ومن المرجح بشكل أكبر أن يقوم آخرون بفعل ذلك».

لقد بدأ «الآخرون» بالفعل. هناك عدد من الصفحات التي تشارك في الأخبار السياسية أو الدعاية باستخدام أكواد Facebook-pixel. وقام الموقع الإلكتروني granskningsverige.se، الذي يقوم بمضايقة الصحفيين والسياسيين، باستخدام كود pixel. كما أن الموقع الإلكتروني الخاص بكاتبة الأطفال والمحاورة كاتارينا يانوش Katerinamagasin.se يقوم بذلك أيضاً أثناء كتابة هذا المقال.

إن أكواد Facebook-pixel هي مجرد جزء في عملية الحصول على بيانات الأشخاص وتتبع أماكنهم. ولدى الغالبية العظمى من الأحزاب أيضاً أدوات أخرى مثبتة على مواقعهم الإلكترونية، مثل Google Analytics. ووفقاً لغوستاف مارتنر، مؤسس منظمة Digital Reliance، فإن الأحزاب التي لا تقوم باستخدام الأدوات تقوم على الأرجح بعمل تنميط واسع النطاق.

وأضاف غوستاف مارتنر «لست في حاجة إلى أن يكون لديك كود Facebook-pixel لتوجيه الإعلانات إلى الأشخاص ذوي الاهتمامات المختلفة، يُمكن لأي شخص عمل ذلك في نظام الإعلانات الخاص بالفيسبوك. فاختيار حزب ليس لديه كود pixel على موقعه الإلكتروني لا يعني بالضرورة أنهم لا يقومون بعمليات تنميط متقدمة.

وهذا ما أكده هنريك كارلسون، مدير الاتصالات لحزب البيئة Miljöpartiet، وهو حزب لا يقوم باستخدام أكواد pixel.

«سوف ننفق بشكل أكبر على الدعايا على الفيسبوك أكثر مما كان عليه الحال في الحملات الانتخابية السابقة.» سوف نوجه دعاياتنا إلى الأشخاص المهتمة بالمسائل الهامة بالنسبة لنا.

فتهيأ واستعداد الأحزاب لمعارك على وسائل التواصل الاجتماعي أصبح أمراً واضحاً. قام الحزب الاشتراكي الديموقراطي (Socialdemokraterna) مؤخراً بعمل إعلان عن وظيفة «مخطط رقمي» وسيكون من بين مهامه «تطوير رؤى حول الفئات المستهدفة، وتقسيمهم، ثم ضمان ملاءمة المحتوى لخلق أقصى قدر من الالتزام». أي تماماً كما فعل مشروع Project Alamo الخاص بترامب بنجاح. وقام حزب التجمع المعتدل (Moderaterna) بتعيين خبير الإنترنت مارتن بوريز كمسؤول عن الأعمال الانتخابية الرقمية.

ومن الأمور التي تثير القلق لدى الأحزاب هو قانون GDPR، وهو تشريع جديد لحماية البيانات سيبدأ سريانه في وقت لاحق من هذا العام وسيحد كثيرا من فرص الحصول على البيانات.

سيغير موقع فيسبوك أيضا الأحكام المتعلقة بما يسمى بإعلانات ”dark ads” التي يتم إرسالها إلى مستلمين محددين، وهو الأمر الذي يُمكن الأحزاب والمعلنين من إرسال رسائل مختلفة إلى أشخاص مختلفين دون أن يكون بإمكان الناخبين أو وسائل الإعلام أو السلطات الحكومية مراجعتها.

إذا لم يكن الناخب أو المستهلك راغباً بأن يتم تحديد اهتماماته ومكانه، فهل يُمكنه حماية نفسه من ذلك؟

– لا. إذا كنت متصلاً بالإنترنت فسوف يتم الحصول على بيانات بشأنك إلى حد ما. إنه أمر مثير للجدل، ولكن من المهم أن نضع في اعتبارنا أنه لا يتم جمع بيانات بشأنك أنت كشخص، بل بيانات من صفحتك الشخصية. وتقول إيما بلوم «لا يتم الاحتفاظ باسمك، ولكن يتم حفظ اهتماماتك والمنطقة التي تعيش بها وما تفعله أنت وأصدقائك».

FOTNOT: Det här är ett test från Aftonbladet att publicera nyheter på andra språk.

حقائق:

آراء الأحزاب بشأن أكواد Pixel واسترجاع البيانات
الحزب الديموقراطي السويدي (Sverigedemokraterna)

«أنا أعتقد أنكم على وعي تام بشأن السبب وراء وجود كود Pixel، إنه بالطبع من أجل تتبع زيارات الموقع ومعرفة أماكن الزائرين. وبالنسبة لنا، فإنه من المثير للاهتمام معرفة ما إذا قام شخص ما بزيارة موقعنا الإلكتروني وقراءة محتواه، وبعد ذلك يمكننا أن نقوم بإرسال رسالة إعلانية إلى هذا الشخص على الفيسبوك، تماما كما تفعل جريدة أفتونبلادت (Aftonbladet) نفسها.»

الحزب الاشتراكي الديموقراطي (Socialdemokraterna)

لم يُجيب

حزب الوسط (Centerpartiet)

«لا نقوم في الوقت الحالي بجمع أية بيانات لأننا لا نستخدم أكواد Pixel. إننا نقوم بالتحقيق في مسألة قيامنا باستخدام أكواد Facebook-pixel أو عدم استخدامها، ولم نتخذ قراراً بعد حول ما إذا سنقوم بتفعيل هذه الخاصية. فهذا أمرٌ غير حاسم بالنسبة لحملتنا الانتخابية.»

الحزب الليبرالي (Liberalerna)

لم يُجيب